عندما طلب مني المساهمة في هذا المنبر الإعلامي الجديد، سعدت بالمقترح، وتحمست، وبدأت أفكر فيما سأكتب، واختلطت الأفكار، فأنا أكتب وفي نفس الوقت أحرس البوابة، كما تعلمنا قبل سنين ومازلنا نفعل، ففي البداية أردت الكتابة في موضوع مهم وجاد، وهو اجتماع مجلس الأمن وآخر التطورات في قطاع غزة، ودور الجزائر في كل هذا، لكن لاحظت أن الجميع مهتم بأمور أخرى، قد تبدو أهم، فحذفت الموضوع الأول، وبدأت مباشرة في الكتابة عن مالي ودول الساحل، وحالة التمرد الذي قررها حكام باماكو مؤخرا، وقدمت في تلك الأسطر بعض الاقتراحات والتوصيات، لكن فجأة أحسست أنني تجاوزت حدود جلد الذات، والاعتراف بالأخطاء، فحذفت بسرعة ما كتبته، ثم قررت بعدها الكتابة عن زيارة الوزير أحمد عطاف إلى تونس، ومنه بدأت في طرح العديد من الأسئلة، والتي لم أجد لها إجابة، وحتى لا نحرج القارئ الكريم بالبحث عن إجابات لأسئلة هو لا ذنب له فيها، حذفت الموضوع من أساسه، ثم بحثت عن موضوع قد يهم القارئ، فقررت الكتابة عن ركود الساحة السياسية الجزائرية، من أي نشاط حزبي، لدرجة الخمول، لكن ترددت في مواصلة العمود في نفس الموضوع، حتى لا أغضب أصدقائنا من مختلف الأحزاب السياسية، الموجودة وغير الموجودة، وحتى لا أزعجهم في مرحلة سباتهم الدوري، لذلك قررت تأجيل هذا الموضوع لنهاية العام الجاري، إن شاء الله، لذلك قررت في نهاية المطاف، مجبرا لا مخيرا أن أعود للكتابة عن موضوع الساعة، الموضوع الاستراتيجي الذي شغل الرأي العام، العربي والإفريقي، والجزائري، بكل بفئات المجتمع، وهو مصير ومستقبل المدرب جمال بلماضي، لكن الأمر بدا لي أصبح مستهلكا، ومملا، ولا يحتاج إلى عمود أساسا، خاصة أنني لا أنتمي إلى الإعلام الرياضي، ولم أحضر “الاجتماع”، ولا أعلم إن كان مازال من حقي الحديث عن بلماضي أو لا، وتفاديا للإحراج، فكرت في التعرض إلى الموضوع، لاحقا من خلال تغريدة على منصة “إيكس”، على طريقة وليد صادي، لذلك، وفي نهاية المطاف جاء موضوع العمود السادس، والذي سيكون حول الطبيعة، والأزهار والجو الربيعي، والشمس مشرقة، والعصافير تزقزق، على الأقل مؤقتا، ويبقى الموضوع للمتابعة