أجرى العائد للمنتخب الوطني ياسين بن زيةحوارا شيقا مع قناة الإتحاد الجزائري لكرة القدم على اليوتوب تحدث من خلالها عن مواضيع كثيرة تخص المنتخب وعودته إلى “الخضر” وكذا المرحلة التي قضوها مع بيتكوفيتش.
بداية، ما هو شعورك وأنت تعود من جديد إلى المنتخب الوطني بعد غيابك لخمس سنوات كاملة، خاصة وأن عودتك تزامنت مع تألقك في وديتي بوليفيا وجنوب إفريقيا؟
يسرني كثيرا العودة مجددا إلى المنتخب الوطني بعد غياب دام قرابة 6 سنوات، لقد بذلت مجهودات كبيرة ومررت بتحديات صعبة، ولكنني لم أفقد الأمل أبدا.
كان هدفي الرئيسي دائما العودة إلى المنتخب الوطني، وتحقيق ذلك مع التسجيل فور عودتي جعلني أشعر بسعادة كبيرة.
أيمكنك أن تصف لنا شعورك عندما وطأت أقدامك مركز سيدي موسى؟
كانت لحظات مليئة بالمشاعر الرائعة، خاصة في ظل طول غيابي عن المنتخب، لكن سرعان ما شعرت بالإنتماء مجددا بفضل معرفتي بالمكان
كما إلتقيت أيضا بالأشخاص العاملين بالمركز والذي كنت أعرفهم قبل 5 سنوات.
عودتي للمنتخب كانت تحديا شخصيا، بدليل أنني بقيت أعمل بجد رغم أن البعض تجاهلني، لكنني بقيت أتدرب يوميا ورؤية نتائج عملي تحفزني لأبذل مجهودات أكبر.
لاحظنا أنك إكتسبت محبة جميع اللاعبين وتقديرهم خلال التربص، وبالأخص القدامى منهم، رغم أنك تبدو شخصا متحفظا، ما السر في ذلك؟
قد أكون متحفظا بطبعي، لكنني أتفاهم مع الجميع وغالبا ما تجدني مبتسما، حاليا أمر بفترة إنتقالية لأنني قبل 5 سنوات كنت أعتبر من اللاعبين الشباب في المنتخب، أما الآن فأجد نفسي بين جيل الشباب والجيل الأكبر.
بدأت أتقرب أكثر من اللاعبين القدامى مثل عيسى ماندي وياسين براهيمي ونبيل بن طالب، وجدت نفسي أميل أكثر للاعبين كبار السن.
لكنني أتمتع بعلاقات جيدة مع الجميع، الحقيقة أننا نشكل مجموعة رائعة ونحن بمثابة الإخوة ومتحدين داخل وخارج الملعب، هذا ما يجعل الأجواء ممتعة.
تبدو أكثر نضجا من ذي قبل سواء من حيث طريقة لعبك أو أشياء أخرى، هل شعرت شخصيا بهذا التغيير؟
نعم تماما هذا ما أشعر به، أعتقد أن سن 29 هو العمر المثالي الذي يكتسب فيه اللاعب الخبرة بعدما يكون قد خاض العديد من المباريات
وبالتالي تشعر بنفسك أكثر نضجا، سواء في أسلوب لعبي أوفي حياتي اليومية.
لذا فأنا أحرص على تسخير خبرتي المتواضعة لصالح المجموعة على أكمل وجه إن شاء الله.
البعض توقع نهاية مشوارك بعد الحادث الخطير الذي تعرضت له، كيف تجاوزت ذلك؟
لقد كانت أوقاتا صعبة وحزينة للغاية، لكننا مؤمنون ونعلم أنه قدر الله، نحن نرتكب أخطأ في الحياة ونحاول أن نتداركها، الحمد لله كنت محاطا بعائلتي وزوجتي، وأصدقائي المقربين ووكيل أعمالي، كلهم ساعدوني على تجاوز المحنة
وكما أخبرتك، كنت دائما أهدف إلى العودة للمنتخب، وكنت مقتنعا أنه لتحقيق هذا الهدف علي العمل بإستمرار مع فريقي، وتحسين أرقامي وإستعادة أفضل مستوياتي
لذلك قدمت الكثير من التضحيات وفعلت الكثير من الأشياء وأنا فخور بالعودة بعد 6 سنوات، فكمايقال العمل الشاق يؤتي ثماره، وهذا ما عشته بالفعل
هل شعرت للحظة بأنك لن تعود لممارسة كرة القدم بعد الحادث الخطير الذي تعرضت له؟
لا، لم أشك أبدا في ذلك، فقط الأطباء في البداية لم يكونوا متفائلين، وأخبروني أن مسيرتي لم تنتهي، لكن العودة للمستوى العالي أمر صعب جدا، لكن طالما هنالك فرصة للعب قررت أن أفعل كل ما يلزم لأعود إلى ذلك المستوى.
لم يكن يكفيني اللعب لمجرد اللعب، أردت أن أعود إلى القمة وبذلت جهدي لتحقيق ذلك.
وشخصيا آمل أن تكون هذه بداية لقصة عظيمة من جديد، فأنا أعلم أنني أملك الكثير لأقدمه للمنتخب الوطني، لذلك أرغب في إظهار قدراتي ومساعدة الفريق.
هل تشعر بالإزعاج أثناء اللعب من الرباط الذي يلف يدك؟
لا أبدا، فأنا أضع رباطا واقيا فقط، وهو لا يزعجني أثناء اللعب
ألا تعتقد أن الإبتلاء الذي مررت به ساهم في بناء شخص جديد؟
بالتأكيد، فعندما نجتاز أي مصيبة فإننا نعيد تقييم الأمورووضعها في نصابها الصحيح.
نحن لاعبي كرة القدم ندرك جيدا حجم النعم التي نتمتع بها، خاصة عندما نتأمل ما يحصل حولنا في العالم، لذلك علينا أن نقدر النعم التي نملكها.
إذا كنت شخصا صالحا ومجتهدا فإن الله سيجازيك في النهاية بما تستحق
وأنا شخصيا أحرص دائما على أن أحمد الله كل ما أقوم بشيء جيد وأتذكر من هم أدنى مني.
كيف هو شعورك وأنت تصوم بعض أيام رمضان في الجزائر؟
صراحة قضاء رمضان في الجزائر أمر رائع، خاصة أداء صلاة التراويح مع الأصدقاء.
من الجميل أن نشاهد هذه الأجواء العائلية في معسكر المنتخب؟
نحن نعمل بنفس الروح حتى مع قدوم اللاعبين الجدد، الجميع يستمتع خلال التدريبات، نحن بالفعل في مرحلة إنتقالية لكنها إيجابية ورائعة
أعتقد أن المنتخب الوطني لديه مستقبل واعد ونحن بالطبع سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق أفضل النتائج .
في الأخير ما الرسالة التي ترغب في إيصالها لجماهير كرة القدم الجزائرية، خاصة خلال الفترة الإنتقالية التي يمر بها المنتخب؟
أطلب من الجماهير أن تصبر علينا قليلا، رغم أنني أدرك أن الأمر ليس سهلا، فشعبنا يعشق كرة القدم ويريد نتائج فورية، واللاعبون أول من يتمنى ذلك، لكن يجب أن يعلموا أننا شرعنا في العمل مع طاقم فني جديد ومرحلة تعارف مع مدرب جديد، والأمور ستتحسن تدريجيا.
نعلم أن المنتخب مر بخيبة أمل كبيرة ولا يمكن التعافي منها خلال شهر أو شهرين، أعتقد أن الجميع يدرك أن لنا أهدافا كبيرة، وبلدنا ذو قيمة كبيرة وتاريخ، لذلك آمل أن نتمكن قريبا من إعادة الجزائر إلى قمة إفريقيا
عن قناة الإتحاد الجزائري لكرة القدم