في اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق للثالث من شهر ماي من كل عام ، تتجدد صور قمع و قتل الصحفيين و جنود القلم و الحقيقة بغزة الفلسطينية ، ففي القرن الواحد و العشرين لا يزال هناك صحفيون يعيشون كل صور القهر و منع حرية التعبير في مكان أطفأ نوره الإحتلال الصهيوني و اضطهد فيه جنود القلم و أصحاب الكلمة الحرة.
اليوم نشهد معاناة الصحفيين الفلسطينيين الذي يصمدون رغم التحديات الجسيمات التي يواجهونها كل يوم في سبيل إيصال الحقيقة التي يعيشها الغزاويين من القهر و الظلم و القتل و الإعتقالات و ضتى انوال التعذيب و المجاعة ،في ظل كل هذه الإنتهاكات لا يزال الصحفي في غزة يتعرض للقتل و الإعتقال و التضييق على حرية التعبير و التنقل .
فمنذ إندلاع حرب غزة استشهد 212 صحفي و صحفية في غزة وفقا لتقارير الهيئات الدولية لدعم حقوق الشعب الفسلطيني”حشد” من بينهم 27 امرأة ، و أصيب 409 آخرون بجروح متفاوتة ، حيث بلغ إستهداف الصحفيين في فلسطين مستويات كارثية ، كما تم تدمير غرف الأخبار و معدات الإعلام و منع المراسلين الأجانب من تغطية الحقيقة المؤلمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني .
و كانت آخر المشاهد لطمس الحقيقة هي حرق الصحفي الفلسطيني حيا داخل خيمته و هو يدون الحقيقة و يسجل التاريخ و القلم في يده و الكرامة تزعزع قلبه ،من طرف الإحتلال الصهيوني الظالم المستبد .
في العصر الذي نعيشه لا يزال الصحفي اليوم في فلسطين يقتل و يعتقل و يحرق من طرف الإحتلال الغاشم ، لا يزال آخر نبض للشعب الفلسطيني يعاني في سبيل تشهير قلمه في وجه الإحتلال الصهيوني .
ربما الصحفي الفلسطيني لا يحمل سلاحا لكن سلاحه الحقيقي هو ضميره في نقل الحقيقة و معاناة الشعب في فلسطين ، شهيد المعركة الناعمة الذي يقتل و يواجه بقلمه و يفضح ظلم و قهر الإحتلال ، ربما هم جنود بلا خوذات لكنهم يحمون الحقيقة من الإنكسار و يعبرون عن صرخاتهم في وجه المحتل الغاشم .
و لكن رواد الكلمة لا تهزم جنودهم أبدا لأنهم يكتبون للتاريخ و ليس للعناوين المؤقتة ، ينقذون الذاكرة من النسيان ،و يوقعون الحقيقة، فقلم الصحفي ليس حبرا بل وجع و جرأة و ألم .
ماجدة شلوي