أكدت نبيلة بن يحيى أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في تصريح خاص لمنصة دنيا تيفي أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سعى منذ سنة 2019 لأن تكون رؤية جزائرية لمنطقة الساحل وحل النزاعات بالمنطقة وتحديدا أزمة مالي، التي كانت نتيجة إنفجار الوضع في ليبيا وذلك من أجل تفعيل إتفاقية الصلح الجزائرية.
وكذا تفعيل التنمية والأمن بالمنطقة وهذا ما ركزت عليه الجزائر، حتى يكون هناك إنعاش إقتصادي بوجود المؤسسات الصغيرة و المتوسطة،
دون أن ننسى موضوع الغاز الذي هو موضوع العصر، الذي تراهن عليه الجزائر لاسيما أنبوب الغاز الذي يمتد من نيجيريا إلى النجير وصولا إلى الجزائر، لتمد به بدورها احتياجات الدول الأوروبية التي هي بحاجة ماسة إلى الغاز خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية التي يعيش أوزارها الاتحاد الأوروبي و أوروبا الغربية خاصة بعد غلق أنبوبي روسيا المنعشان للرئة الاقتصادية.
رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت مضمار السوق الأوروبية إلا أن التسعير الروسي أقل كلفة مما يجعل الجزائر محورا هاما في سوق الغاز , خاصة كونها ترافع عبر منتدى الدول المصدرة للغاز، عن تحديد السعر ليناسب المنتج و المستهلك،
وقالت بن يحيى أن الجزائر تريد أن تضع مقاربتها أمام مسمع ومرئى الدول المصدرة للغاز لمعالجة الأزمات ضمن منظور تنسيقي توافقي لذا ستكون الأزمة المالية على طاولة النقاش في القمة السابعة لمنتدى رؤساء دول وحكومات البلدان المصدرة للغاز.
وأضافت المتحدثة فيما يخص منطقة الشرق الأوسط، أن ما يحدث في غزة من عدوان همجي صهيوني أمر مدروس وأن للكيان الإسرائيلي أبعاد جيوستراتيجية التي تريد تمديدها بفعل مشاريع التطبيع في الوطن العربي، وقالت أن الإحتلال إختار الاجتياح البري لا الجوي بسبب إكتشاف غاز مارين بقطاع غزة فتفادت هذه الأخيرة الضربات الجوية ورغم أن تكلفة الحرب جد كبيرة إلا أن الإحتلال يعلم قيمة الثروة الغازية بالمنطقة فهو ينتظر عوائد قيمة بعد إنتهاء الحرب المتمثلة في مشروع أكبر أنبابيب نقل غاز عنصرها غزة نحو نقاط مهمة في العالم.
وأكدت المتحدثة بأن ملف الإحتلال الصهيوني وعدوانه على غزة سيكون ضمن الملفات المراد فتحها في هذه القمة حين قالت ” ضروري جدا أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة في هذا المنتدى دون أن ننسى أن الجزائر اليوم تقوم بحركية دبلوماسية ممتازة كعضو غير دائم في مجلس الأمن فهي ترافع من أجل القارة الإفريقية وكذا قضايا التحرر على رأسها القضية الفلسطينية والتدخل لحل النزاعات في المنطقة كأزمة مالي ”
وختمت نبيلة بن يحيى تصريحها بأن منطلق “رابح رابح” هو ما سترافع عليه الجزائر في هذه القمة وأنها لا تبحث عن منافس إنما تسعى لإرساء معالم الشراكة والتعاون مع الدول المصدرة للغاز المشاركة في هذه القمة.
مونسي محمد أمين نائل