نظم المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة. اليوم الخميس بالجزائر العاصمة. ندوة فكرية حول مذكرات المجاهد محمد السعيد معزوزي “عايشت الحلو والمر”. قدم خلالها المشاركون قراءة في مسيرة الرجل الذي قضى 17 عاما في السجون منذ 1945. ومساهمته بعد الإستقلال في بناء الجزائر.

ولدى إفتتاحه لأشغال الندوة. أشاد المدير العام للمعهد. عبد العزيز مجاهد. بنضال المرحوم مبرزا أنه كان شاهدا على مسار الحركة الوطنية. بإعتباره أحد روادها إلى غاية 1945. أين تم إعتقاله عقب مظاهرات 8 ماي. كما كان ضمن أهم الإطارات التي ساهمت في بناء اللبنة الأولى لجزائر ما بعد الإستقلال. إذ تقلد عدة مناصب منها وزير العمل أثناء فترة رئاسة الراحل هواري بومدين.

وأضاف مجاهد في هذه الندوة الموسومة بـ”قراءات في مذكرات المرحوم محمد السعيد معزوزي”. أن هذا الأخير ظل ملتزما ووفيا لمبادئه ومناضلا إلى غاية وفاته في 2016.

من جانبه. تطرق الباحث مولود قرين إلى المرحلة الأولى لحياة الراحل ومساره النضالي حسب مذكراته التي تبين كذلك أن الفقر والعوز, وعكس ما يروج له, لم تكن دوما سبب تدفع بالشعوب إلى الثورة بدليل أن المجاهد المرحوم, وبالرغم من حالة عائلته الميسورة, إلا أن ذلك لم يمنعه من الالتحاق مبكرا بالنضال والمطالبة بالإستقلال.

أما الأستاذ الباحث, عبد القادر مزي, فقد ركز في تدخله إلى دور السجون والمعتقلات في صناعة عدة شخصيات كان لها فيما بعد دور كبير في جزائر ما بعد الإستقلال, لافتا في سياق آخر إلى أن الراحل من خلال كتابة مذكراته التي تتكون من 550 صفحة, لم يكن غرضه تخليد مساره, بل ليقول لنا أن الحركة الوطنية هي نتاج اجتماعي ساهم فيه الجميع وأن روح الشعب الجزائري هي روح ثورية, ولكل جيل معركته الخاصة.

ومن جانبه, إعتبر الجامعي سفيان لوصيف أن مذكرات “عايشت الحلو والمر” تعتبر “مرجع أساسي للباحثين في موضوع السجون إبان الحقبة الإستعمارية, لكونها تضم كما هائلا من المعلومات حول تلك الفترة لا نجدها في مؤلفات أو مذكرات أخرى, ولأن المجاهد الراحل مر بعدة سجون طيلة فترة قضاء عقوبته بين 1945 و1962 منها سجن سركاجي, الحراش وسجن وهران و تعرف فيها على العديد من المجاهدين و رموز الثورة حينها.

كما أبرز من جانبه الباحث في التاريخ, أحمد غنيمة, أهمية كتابة المذكرات بإعتبارها مصدر أساسي للكتابات التاريخية الأكاديمية.

شارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *