للمرة الثانية على التوالي يغادر منتخبنا الوطني الجزائري بطولة أمم إفريقيا من دور المجموعات والاختلاف الوحيد بين دورة الكاميرون 2021 ونسخة كوت ديفوار 2023 هو أن المنتخب انتقل من نقطة واحدة حصل عليها في دورة الكاميرون إلى نقطتين في كوت ديفوار لكنه عرف نفس المصير وهو الخروج الحزين من الدور الأول للمرة الثانية على التوالي في سابقة أولى للكرة الجزائرية.
عوامل و أسباب الإقصاء المر من وجهة نظري …
التأقلم مع المناخ : على الرغم من التحضيرات الجيدة التي أجراها المنتخب الوطني في العاصمة الطوغولية “لومي” المجاورة لكوت ديفوار و التي كانت ناجحة بكل المقاييس ووفر خلالها الإتحاد الجزائري لكرة القدم كل الظروف المناسبة من أجل التحضير إلا أن المنتخب الوطني عانى في الأشواط الثانية في دورة كوت ديفوار بعد أن كان يلعب الشوط الأول بكل قوة قبل أن يتراجع المنتخب في الشوط الثاني خاصة أمام “أنغولا” و “بوركينافاسو” و هذا ما لاحظه كل المتابعين و لكن الغريب أن محترفينا ظهروا بوجه قوي جدا مباشرة بعد عودتهم إلى نواديهم في أوروبا – بعد الإقصاء – أبرزهم “أدم وناس” الذي كان يعاني بدنيا قبل الكان ما يعني انه استفاد من التحضير الجيد قبل انطلاق أمم إفريقيا ، معادلة صعبة للفهم ؟
الحظ : هذا العامل لم يكن إلى جانبنا مرة أخرى لأن المنتخب الجزائري انهزم في مباراة واحدة فقط و حقق التعادل مرتين في حين أن المنتخب الايفواري المضيف انهزم مرتين واحدة منهما برباعية نظيفة امام غينيا الاستوائية و مع ذلك توج بلقب أمم إفريقيا بعد أن عاد من الانعاش إلى رفع الكأس ، لذلك فعامل الحظ موجود في كرة القدم .
التحكيم : لا يختلف اثنان على أن التحكيم ظلم المنتخب الجزائري و حرمه من تقنية ال VAR ومن ركلتي جزاء على الأقل أمام “أنغولا” و “بوركينافاسو” كانتا ستغيران كل المعطيات واتضح أن الاحتجاج الذي تقدم به الاتحاد الجزائري ضد حكم الVAR “غيزلان اتشو” لم يؤخذ به اطلاقاً بدليل أن الاتحاد السنغالي بمجرد الاحتجاج على نفس الحكم تمت معاقبته و إبعاده من البطولة وهذا ما يجعلنا نطرح السؤال هل قامت الفاف بواجبها فعلا ام أنها احتجت فقط في ميكروفون التلفزيون الجزائري فقط كما شاهدنا ؟
عدم بروز لاعبينا : قيل الكثير حول الظهور الشاحب لبعض لاعبينا خاصة النجم رياض محرز الذي لم يقدم أي شيء في البطولة و كان تائها، كما أن بعض الأخطاء المجانية ساهمت في الإقصاء ومنها غياب رامي بن سبعيني المؤثر في المباراة ضد موريتانيا بسبب تلقيه بطاقتين صفراوين واحدة كان بإمكانه تفاديها وهي المرة الثانية التي يغيب فيها في مباراة هامة ومصيرية للمنتخب فقد غاب أيضا في مباراة الإياب أمام الكاميرون في اللقاء الفاصل لبلوغ كأس العالم 2022.
العامل النفسي و الذهني : لقد بدا واضحا التأثر النفسي للاعبينا و الطاقم الفني ربما بسبب الإعلام الذي حملهم ما لا يطيقون بعد أن طالبهم برفع الكأس أو على الأقل بلوغ المربع الذهبي ناهيك عن الانتقادات اللاذعة التي كانت تطالهم من طرف الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي و خاصة من طرف بعض المحللين في الجزائر الذين خرجوا عن النص كما وصفه حرفيا وزير الاتصال، محمد لعقاب، و لعل تصريح مدرب موريتانيا أمير عبدو يؤكد ذلك عندما قال إننا علمنا بهشاشة الجانب النفسي و الذهني للمنتخب الجزائري فقمنا باستغلال ذلك لمصلحتنا ، تصريح لم يتوقف عنده الإعلام الجزائري وهو يتفنن في شرح
أسباب الإقصاء.
خطة المدرب وعدم التوفيق في توظيف اللاعبين : ما يلام على المدرب الوطني ربما عدم التوظيف الصحيح لبعض اللاعبين في بعض المراكز بل عدم منح الفرصة لآخرين الذين كانوا يستحقون ذلك على حساب بعض المخضرمين و منهم “أدم وناس” الذي كان يستحق أن يلعب بدلا من “رياض محرز” ، كما أن منتخبنا الوطني حسب ما بدى انه خسر معركة وسط الميدان و الدليل على ذلك كثرة التغيرات في المباريات الثلاث فلم يستقر المدرب” بلماضي”، على ثلاثي واحد في وسط الميدان ناهيك عن اصابة بن ناصر التي ساهمت في تعقيد الأمر وجملة الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها بعض اللاعبين خاصة نبيل بن طالب .
التسريبات و الاشاعات : نصل لأخطر عامل ربما الذي ساهم في الإقصاء ، فقد انتشرت إشاعة قبل مباراة موريتانيا مفادها أن رئيس الفاف أبلغ لاعبين اثنين أن المدرب ”بلماضي” سيغادر مهما كانت النتيجة وهو ما تسبب في انهيار المجموعة و ضرب معنوياتها في الصميم ، فما قاله الصحفي الفرنسي ”مولينا” لابد أن يفتح بشأنه تحقيق معمق نظرا لخطورته ، فاذا صح ما جاء في كلامه فإن المدرب جمال ”بلماضي” يكون قد تعرض لمؤامرة…